إعلانات تجارية

الرئيسة > المحرر > كتب

مؤلفات

محافظ الاستثمار: إدارتها واستراتيجياتها- محمـد مجد الدين باكير

محافظ الاستثمار

لقد مضى أكثر من نصف قرن على ظهور “النظرية الحديثة في المحافظ الاستثمارية”. وفي هذه الفترة خرجت إلى حيز الوجود موجة من التقنيات والأدوات التي ساعدت المستثمر على ترشيد عملية بناء المحافظ الاستثمارية. وقد لاقى نموذج ماركويتز “الوسيط- التباين” قبولاً واسعاً في عالم الاستثمار كتقنية تساعد على المفاضلة بين توليفات مختلفة من العوائد والمخاطر. ومع هذا الانتشار الذي حققته نظرية ماركويتز والنظريات التي قامت على أساسها فما يزال هناك من يعتبر أن النتائج التي تقدمها هذه النظرية محدودة نظراً لحالة عدم التأكد التي تكتنف المدخلات اللازمة لتطبيق النموذج. فكيف يمكن الحصول على قيم العوائد المتوقعة وقيم الإنحراف المعياري ومصفوفة الارتباط؟

إننا لو طلبنا، على سبيل المثال، من عشرة من المحللين الماليين المتمرسين- كلاً على حده- تحديد المدخلات اللازمة للمجموعة نفسها من الأدوات الاستثمارية فسيخرج كل منهم بمجموعة مختلفة من تخصيصات الأصول مع أنهم جميعاً طبقوا نموذج “النظرية الحديثة في المحافظ الاستثمارية”. فالمشكلة لم تعد في كيفية تقدير التخصيصات المثلى للأصول، إذ خرج ماركويتز بحل لهذه المشكلة في الخمسينيات من القرن الماضي. لكن المشكلة تتجلى في تحديد المدخلات اللازمة. ذلك أن اختيار فترة تاريخية واستخدام قيم المتوسطات لأداء الاستثمارات لتلك الفترة الزمنية يعدّ طريقة غير مجدية في التنبؤ بالأداء المستقبلي. فالرابطة بين أداء الاستثمارات التاريخي على الأجل الطويل والأداء المستقبلي قصير الأجل رابطة ضعيفة في أحسن حالاتها. وهناك بالتالي حاجة إلى طريقة أكثر فعالية.

ومن هذا المنطلق يسعى هذا الكتاب إلى تحقيق عدة أهداف. الأول هو تحري الوصول إلى أسس استنباط تقديرات أكثر دقة عن أداء الاستثمارات المستقبلية. ويستدعي ذلك بدوره تحديد العوامل المؤثرة في عوائد الاستثمار مع تسليط الضوء على الأسواق التقليدية للأسهم والسندات وأسعار الفائدة. وهذا ما سنتبينه في الفصل التاسع الذي يعاين العوامل المؤثرة في هذه الأسواق التقليدية الثلاثة.كما يستعرض الكتاب نموذجاً جديداً لتوزيع الأصول يلغي الحاجة إلى تحديد العوائد المتوقعة وقيم الانحراف المعياري ومصفوفة الارتباط في المقام الأول. هذا النموذج الجديد – الذي يعرف باسم “النموذج الديناميكي”- يساعد على التجاوب مع التغيرات السوقية لحظة حدوثها. وتتعزز جودة النتائج التي يقدمها النموذج مع زيادة البيانات التاريخية الموظفة في صياغة العلاقات المنشودة. أما السير على منهج زيادة البيانات التاريخية في توليد توقعات بسيطة بالتطبيق على نموذج ماركويتز فيجعل الأخير أقل حساسية للظروف السائدة وأقل فائدة في تحديد الأداء المستقبلي للأصل أو الأداة الاستثمارية. باختصار، يسير النموذج الديناميكي على القاعدة التالية: “كلما زادت المدخلات أصبحت العلاقة أكثر وضوحاً”.

لكن بناء المعرفة اللازمة للقارئ لاستيعاب النموذج الديناميكي تحتم عليه البدء بنظرية المحفظة السكونية للوقوف على أوجه القصور التي تعتري النماذج الستاتيكية، إضافة إلى ضرورة الإلمام بنظرية المحفظة متعددة الفترات. إن النموذج الديناميكي في سعيه لاستكناه العلاقات اعتماداً على عدد من الفترات الزمنية التاريخية يساعد أساساً على ترشيد أداء الاستثمارات في فترة زمنية مستقبلية واحدة لأن التنبؤ بفترات يتجاوز مداها ثلاثة أشهر لن يكون ناجعاً، كما أن التنبؤ بالطقس لأكثر من ثلاثة أيام لا يكون مجدياً. وعلى هذا الأساس يدافع الكتاب عن ضرورة التنبؤ بالأداء لفترة واحدة ويعرض الحجج التي يوظفها في هذا السبيل.

إن الاستثمارات التي تناسب عمل النموذج الديناميكي لا تقتصر على الأسهم والسندات وأسعار الفائدة. إذ تشمل أيضاً صناديق الاستثمار وإدارة الأموال والعقارات وفئات معينة من صناديق التحوط وغيرها. ومع ذلك فإننا نستثني في الكتاب معالجة استثمارات مشاريع رأسمال المخاطرة والمشاريع المملوكة ملكية خاصة طالما أن هذه الاستثمارات لا ترتبط بأداء السوق ولا تقدم فرصة القياس الدوري لمعدلات العائد.

إن النموذج الديناميكي لا يعتمد التباين أو الانحراف المعياري كمقياس للمحفظة، ذلك أن العديد من المستثمرين لا يرون إلى مخاطر الاستثمار من منظور تقلبية العوائد. فهم لا يلقون بالاً إلى تقلبية الأشهر التي تعطي عوائد موجبة. فاهتمامهم ينصب على حجم وتكرارية الأشهر الخاسرة. كما أن الانحراف المعياري لا يساعد وحده على مواجهة أثر الالتواء في العوائد التي تلاحظ في العديد من الاستثمارات.

إن المعالجات التي يقدمها الكتاب لا تضمن أن يولد استخدام التقنيات الواردة فيه عوائد موجبة للمحفظة الاستثمارية في كل شهر من الفترات المستقبلية. إذ إن الغاية من هذه التقنيات تقليل الأثر المحتمل للأشهر الخاسرة على نمو المحفظة في الأجل الطويل.

في سبيل ذلك يلقي الكتاب الضوء على جملة من الأفكار والنظريات التي وضعها “الآباء المؤسسون” لهذا الفرع من العلوم في السنوات الخمسين السابقة – الأكاديميون والممارسون الذين يعود لهم الفضل في صياغة نظرية المحفظة الحديثة ونموذج تسعير الأصول الرأسمالية ونظرية تسعير المراجحة ونظرية المحفظة متعددة الفترات.

الكتاب على موقع الناشر: اضغط هنا.

مؤلفات وأعمال أخرى

إعلانات تجارية

الدعم

لتقديم الدعم لهذا الموقع والمساهمة في تطويره، الرجاء زيارة صفحة الدعم.